الجمعة، 4 أكتوبر 2013

اختيار البرامج التعليمية الحاسوبية


اختيار البرامج التعليمية الحاسوبية
 
يعتبر اختيار البرامج التعليمية الحاسوبية المناسبة عاملا أساسيا لتحقيق الهدف التعليمي المرسوم. فلكي يحقق استخدام البرنامج التعليمي هذا الهدف يجب مراعاة العديد من الأمور وأخذها بعين الحسبان. وتشمل هذه الأمور جانبين هما الجانب  الفني وكذلك  الجانب المتعلق بالمحتوى. وفيما يلي إلقاء الضوء على بعض هذه الأمور من خلال طرح الأسئلة الآتية:
أ.        الجانب الفني
1.     هل يتوافق تصميم البرنامج ومهارات ومعارف المتعلم الحاسوبية؟
إن مستوى المهارات والمعارف التي يمتلكها المتعلمون متفاوته فهناك متعلم يكون قادرا على استخدام الحاسب والتعامل معه ومع برمجياته بسهولة ويسر منطلقا من خبراته ومعارفه في هذا المجال وهناك متعلمون ليست لديهم مثل هذه الخبرات والمعارف وبالتالي يجب أن يتم اختيار برامج ذات استخدام سهل User Friendly  لمثل هؤلاء المتعلمين لكي يتمكنوا من استخدام البرنامج التعليمي ولا يشتتوا انتباههم في أمور تكون جانبية ولا علاقة لها بعملية تعلمهم. وعليه يجب أن لا تتم عملية الاختيار بناء على ما يرد في المعلومات التي يوفرها البرنامج والذي يحدد فيها الفئة العمرية للمتعلمين.
 
2.     هل يوفر البرنامج تعليمات واضحة للاستخدام؟
إن توفير تعليمات واضحة وسهلة الفهم يستطيع المتعلم قراءتها وفهمها تمكنه من التعامل مع البرنامج والاستفادة منه. وقد تأتي هذه التعليمات على شكل كتيب أو مطبوعة مرافقة للبرنامج أو في داخل البرنامج على شكل ملف إلكتروني أو قسم ضمن أقسام البرنامج.
 
3.     هل يوفر البرنامج قاعدة بيانات؟
تعتبر قواعد البيانات  في غاية الأهمية في البرامج الحاسوبية خاصة عندما يكون استخدامها من قبل عدة متعلمين وفي أوقات متفرقة. فعندما تتوفر في البرنامج قاعدة بيانات فإن المتعلم لايحتاج لأن يبدأ عملية التعلم من نقطة البداية في كل مرة يستخدم البرنامج. فسجل المستخدمين الذي يوفره البرنامج يجعل المتعلم يبدأ من المرحلة التي انتهى منها في آخر مرة استخدم البرنامج فيها.  حيث يطلب من المتعلم في المرة الأولى تزويد البرنامنج باسم المستخدم وكلمة مرور أو رقم سري يختارهما وبعد الإنتهاء من التعلم والخروج من البرنامج يتم طرح سؤال عليه مفاده هل تريد الحفظ  من أجل المتابعة فيما بعد أم لا؟ فإذا اختار نعم يطلب من البرنامج اسم المستخدم وكلمة المرور ليكم من حيث انتهى في المرة السابقة. ومن ميزات هذا النوع من البرامج أنها تتعامل مع المتعلم باسمه الذي دخل من خلاله أثناء عملية التعلم وهذا يضفي على العملية نوع من العلاقة بين البرنامج والمتعلم. وبناء على ذلك فإن البرامج التي تتوفر فيها قواعد بيانات تعتبر من البرامج الجيدة وتعد ميزة لها عند عملية الاختيار.
 
4.     هل يوفر البرنامج فرصا للتفاعل مع المتعلم؟
إن عملية التفاعل بين البرنامج والمتعلم تزيد من دافعية المتعلم للتعلم. و يأتي  التفاعل في البرامج الحاسوبية التعليمية بعدة أشكال. فعندما يتطلب الأمر من المتعلم استخدام الفأرة أو لوجة المفاتيح للتقدم في عملية التعلم يعد تفاعلا وعندما يوفر البرنامج تغذية راجعة للمتعلم وكذلك استخدام رسائل الخطأ أو التحذير يعد أيضا تفاعلا. إن اشكال التفاعل متعددة وقد تشمل الصوت والصورة والنص وغير ذلك.
 
5.     هل البرنامج متوافق مع إمكانات الجاسب المادية؟
لكل حاسب مواصفات معينة من ضمنها سرعة المعالج وسعة التخزين وأنواع البطاقات الموجودة  وغير ذلك من المواصفات. وعليه يجب أن تأخذ مثل هذه المواصفات بعين الحسبان عند اختيار البرامج التعليمية. إن معظم البرامج توفر شرحا في كتيباتها المرفقة لمواصفات الحاسب الذي يمكن من خلاله تشغيل هذه البرامج وبالتالي فإن معرفة مواصفات الحاسب ومقارنتها بما تحدده الشركة المنتجة للبرنامج يساعد في معرفة توافق البرنامج والحاسب.
 
ب.    جانب المحتوى
1.     هل يتناسب مستوى المادة التعليمية في البرنامج مع مستوى المتعلم؟
هناك حقيقة يجب ألا تغيب عن الأذهان وهي  صعوبة المادة التعليمية وسهولتها تؤثران سلبا على عملية التعلم. فصعوبة المادة يقلل من حماس المتعلم نحو التعلم ويشكل حاجزا بينه وبين تعلمه. وكذلك سهولة المادة المعروضة على المتعلم تجعله يستخف من هذه المادة ولايتعامل معها بجدية. لذلك يجب أن تناسب المادة التعليمية التي يحتويها البرنامج الحاسوبي مستوى المتعلم بحث لا تكون أعلى من مستواه يصعب التعامل معها ولا سهلة يستهين بها. هناك بعض البرامج التعليمية التي توفر للمتعلم فرصة التعامل معها بالمستوى الذي يناسبه حيث تختبر مستواه من خلال اختبار قبلي يجيب على أسئلته المتعلم وبمعرفة النتيجة يقوم البرنامج بتوجيهه للمستوى الذي يتناسب وهذا المتعلم. وتعتبر هذه الطريقة من ميزات البرامج التعليمية التي تتوفر فيها قواعد البيانات التي من خلالها يتم تحديد مستوى المتعلم.
 
2.     هل يوفر البرنامج طرائق تعلم متنوعة؟
يفضل المتعلمون طرائق تعلم مختلفة عن بعضهم البعض وإلزام هؤلاء المتعلمون بطريقة تعلم واحدة قد لاتتناسب وما يفضله البعض منهم قد يشكل عائقا لعملية التعلم. لذلك يجب أن يوفر البرنامج التعليمي عدة   طرائق من التعلم وذلك من خلال عرض المادة التعليمية بأساليب متنوعة تشكل هذه الطرائق.  وبالتالي  تكون هناك فرصة لاختيار الطريقة التي يحبذها كل متعلم. ومن بين هذه الطرائق التمرين والممارسة والمعلم الخصوصي والإلعاب والمحاكاة والتعلم من خلال الاستكشاف وغيرها.
 
3.     هل يوفر البرنامج أساليب تحفز على التعلم؟
أغلب البرامج التعليمية الحاسوبية تنهج منهج التعلم الفردي أي يتعلم المتعلم من خلالها بمفره. لذلك من الضروري أن تتسم هذه البرامج بالتحفيز والتشجيع على التعلم. ويتم ذلك  عندما يوفر البرنامج مجموعة من الأنشطة والخيارات التي من شأنها جذب الانتباه والاهتمام من قبل المتعلم نحو المادة التي يعرضها البرنامج. كذلك توفير فرص المنافسة والتحدي بين المتعلم والبرنامج من شأنها أيضا المساعدة في تحفيز المتعلم نحو البرنامج كأن يعرض عليه مجموعة من الأسئلة وبع الإجابة عليها يقوم البرنامج بتصحيحها وعرض النتيجه على المتعلم.
 
4.     هل يوفر البرنامج تغذية راجعة للمتعلم؟
إن توفير التغذية الراجعة المستمر والفوري من الضروريات لإحداث تعلم فعّال و التي يوليها التربويون الإهتمام الكبير. وتأتي أهميتها من كونها تمكن المتعلم من معرفة مدى تقدمه   في التعلم. لذلك يجب ألا يتم الإبطاء في تقديمها للمتعلم لكي يتمكن من تصحيح مساره إن كان هناك خلل ما ينتاب عملية تعلمه.   ويجب أن تكون هذه التغذية الراجعة التي يوفرها البرنامج إيجابية بمعنى غير محبطة للمتعلم. فعندما يزود المتعلم البرنامج  إجابة خاطة يكون وقع التغذية الراجعة على المتعلم أخف عندما تكون على شكل جملة تقول "حاول مرة أخرى" بدل "الإجابة خاطئة" مثلا.
 
5.     هل محتوى البرنامج التعليمي صحيح وخالي من الأخطاء؟
يجب مراجعة محتوى البرنامج التعليمي من قبل مجموعة متخصصة لتقيم هذا المحتوى والتأكد من خلوه من أية أخطاء قد تسبب إشكالات لعملية التعلم. وكذلك يجب أن يتناغم هذه المحتوى والعادات والتقاليد الخاصة بالمتعلم لكي لا يولد استخدام البرنامج تعارضا بين ما يحتويه والقيم الموجودة لدى المتعلم والمنبثقة من عاداته وتقاليديه.
هذه هي أبرز الأمور التي يجب مراعاتها عند اختيار البرامج التعليمية الحاسوبية. إن عملية شراء هذه   البرامج ربما تكون من قبل ولي الأمر أو المتعلم نفسه أو من خلال المدرسة وبالتالي يكون الاختيار في الحالة الأولى مختلف عنه في الحالة الثانية . فعندما يكون الاختيار من قبل المدرسة يدخل العديد من الاعتبارات الاخرى إضافة لما سبق ومن ضمنها الأمور المادية وهل البرنامج ضمن المنهج ويصب فيه أم  أن استخدامه يكون الهدف منه توفير أنشطة لا منهجية . أما عندما يكون الاختيار من قبل المتعلم نفسه أو ولي الأمر فيستوجب استشارة أحد المتخصصين في هذا المجال كالمعلم أو من كانت له خبرة في استخدام البرنامج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.